تخطى إلى المحتوى

رحلة

– تدري ذا ما هو بأول ندمي على مرافقتك .. أنا منذ أن ركبت معك في ذا الطلعة المشؤومة وأنا أتعجب مني كيف صاحبتك ؟! = حسبتها زين وعرفت أنها أحسن من قعدتك بين الحريم بعدما أخذوا منك السيارة آخر مرة. – معك حق.. أنا كنت مضطراً .. ليتني أطعت أمي.. دايما كانت تحذرني منك..… 

فارس

إنه الخميس الثالث منذ غاب ، هل يتصل الليلة أم أنه أيضاً لن يفعل ؟ أول خميس مرّ ما تنبهت لفراغ ليلتي من هاتفه المعتاد ، لكني صباح الجمعة ذكرته ففرحت وتمتمت : كذا أريح …ربما يئس مني وما هو بمتصل بعد اليوم …أحسن . الخميس الثاني تأخرت إطلالته ، وفي ليله ـ رغماً عني ـ وجدتني أنتظر ، متربعة طوال… 

حياتي

منذ أكثر من عام وببالي فكرة رواية، وهي فكرة رائعة، طبعا لن احكيها لكم حتى لا تسرق فلست ممن يلقون أفكارهم على قارعة الطريق. فكرتي عذبتني لطول ما ألحت عليّ دون أن أقدر على إتمام الفصل الأول منها, ما كان العيب فيها، لا ولا في قدراتي بالتأكيد (فأنا كاتبة عظيمة). العيب كان في ظروفي التي تلتهم وقتي وتضيع جهدي فأنىّ… 

آخر فرصة

بكتفه الصلب زاحم إبراهيم الجموع قابضاً على مرفق أخيه. وقف بقامته المديدة أمام المضيف الذي أشار بيده إلى مقعديهما وبادل الفتى الأصغر ابتسامته. غضب إبراهيم ودفعه أمامه ليجلسه قرب النافذة. جلس بجواره ثم دنا منه: لم ضحكت له؟ رد ناصر بصوت عالٍ : ألضحك حرام؟ ثم هو ضحك أولاً. كلمات شقيقه ونبرته أربكته. لعن سراً… 

نهاية

قبل ليلتين عقدت اجتماعاًمع أنا وأنا لنتناقش حول آخر قصة كتبتها ( لنضع خاتمتها) وللأمانة أقول بأن هذه القصة ليس لي فيها سوى خاتمتها فقد قابلتني في مجلس العائلة منذ أسبوع ناضجةً تماماً؛ إذ قال والدي أنه وجد خزان الوقود بسيارته مفتوحاً وحوله قطرات من البنزين. باستنكار أضاف أن ذلك تكرر عدة مرات. بادر أخي… 

نعي

صباح كل خميس أستيقظ باكراً لأتذوق طعم الإجازة قبل أن يهب أهل الدار من مراقدهم ويتقمصوا أدوارهم في مسلسلنا العائلي ” عائلة فوق تنور ساخن “ الآن يؤدون جميعاً وصلة ” أهل الكهف”، وصلة طويلة وهذا من حسن حظي. تناولت كوب حليب أعددته على عجلٍ. كل ما أستطيع أن أقوله عنه أنه لا يمت للحليب… 

غياب

هذا الصباح ثقيل جداً، لم أستطع النهوض، قوة خفية تشدني للسرير. أحسست أني ملتصقة به. نفذت إليّ أشعة الشمس تحت الغطاء فيما كانت دقات الساعة الرتيبة تردد بجَلَدٍ أحسدها عليه: انهضي.. انهضي.. انهضي.. لما سكتت دخلت أمي تسبقها تراتيلها الصباحية، لما رأتني زفرت بقوة ثم رفعت الغطاء وألقت به جانباً. طالعتها عيناي شاردتين. لساني تمتم… 

مناوبة

منذ أن نُقلت إلى هذه المدرسة وأنا وهو على موعدٍ؛ في ساعة الصفر الصباحية وأنا أجتاز العتبة ( قدمٌ بالداخل وأخرى بالخارج) يدوي الجرس باتراً آخر آمالي في اللحاق بركب المنتظمات. لما سمعته اليوم نكست رأسي وهمست: صباح النور! ثم لملمت أطراف عباءتي وسرت نحو الإدارة. لم أجد بها أحداً. اتجهت لسجل الحضورالمتربع على صدر… 

على الطريق

الساعة الواحدة ظهراً.مكيف الشاحنة الهرمة فعلها ثانية وتعطل . الطريق يتلوى أمامي كأفعى .لقد استقام الآن لتتوسطه بقعة ماء سرابية . تأملتها فأحسست بجفاف في حلقي . تناولت قنينة الماء وجرعت باقيها . عدّلت المرآة وتطلعت لرسمي فيها :ذقني نامٍ ،عيناي حمراوان ،تحيط بهما هالتان سوداوان . للحظة خامرني إحساس بأن هذا الوجه غريب عليّ… 

سالم

حركة دائبة وأحاديث هامسة عمت معظم أقسام الشركة، الألسن تردد اسم سالم والأصابع تشير إليه. بعض الأعين تلتهم جسده النحيل. قال زميله في القسم يحادث آخرينمعه: ” احرب الشيخ واصلح قعيده” لولا الشايب رئيس قسمنا السابق ما عرف المدير سالماً ولا غيره. – والله قهر! ما بعد أتم السنتين عندنا وصار رئيسنا وأنا قضيت في…