تتوقف شفرة النص الروائي في الغالب على ما يسمى بالإطار العام للحكاية، فمن خلاله ينشأ العقد الضمني بين القارئ والكاتب، ومن خلاله أيضاً تتأسس الأبنية الرئيسة للعمل بدءاً من اللغة وانتهاء بالحبكة والموتيفات الصغيرة التي يصنعها الكاتب بخبرته وقدرته الفنية لملء الفضاء النصي للعمل، ومن ثم فكثيراً قبل الشروع في الكتابة للبحث عن الإطار المناسب الذي سيقدم من خلاله ليمد جسراً تعبر من خلاله رؤيته إلى القارئ بهدوء وبدون عوائق، ولعل أشهر الأطر التي عرفها تاريخ الفن الروائي هو الإطار البوليسي، حيث الجريمة التي تهيمن على مسار السرد، فينشغل بها الراوي محاولاً كشف مرتكبها وهو دائماً مجهول . وفي لحظة الكشف يكون الراوي قد أنهى مهمة إعادة ترتيب العالم الذي سعى الكاتب إلى رصده، ولأن هذا الإطار هو الأشهر فقد تعددت صيغه وطرائقه وآليات عمله. وربما تخفى الراوي خلف إحدى الشخصيات ليتمكن من تتبع خيوط الحدث وكشف الحقيقة بشكل أو بآخر حتى غدت هذه التوليفة الفنية وسيلة تلجأ إليها أشهر الروايات ، فهناك أعمال روائية مهمة اعتمدت على هذا الإطار البوليسي . ولعلنا نذكر من بينها ” اسم الوردة” لأمبرتو إيكو، والعطر لباتريك زوسكيند. وأجمل غريق في العالم لجابرييل جارسيا ماركيز، وغيرها من الأعمال التي اتخذت الثيمة البوليسية إطاراً عاماً لبنيتها الفنية وفي هذا الاتجاه جاءت رواية كائنات من طرب للكاتبة أمل الفاران….
دراسة للدكتور حمد البليهد
موجودة في النت كملفات pdf
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورة أمل احتاج هذه الدراسة لوسمحتي