عن فهد العتيق الذي لم يخرج في أي حرب
أبطال قصص العتيق مذعنون إذعانات صغيرة أزلية بأظافرهم الصغيرة الناعمة وبمشاريع رواياتهم الجاهلية غير المكتملة كما يليق بكائنات مؤجلة
أبطال قصص العتيق مذعنون إذعانات صغيرة أزلية بأظافرهم الصغيرة الناعمة وبمشاريع رواياتهم الجاهلية غير المكتملة كما يليق بكائنات مؤجلة
اسبح قليلا في نهر العذوبة ما الأب الذي أعطتك إياه الحياة؟ إن لم يكن إدوارد بلوم1 فاسمح لي بأن أخبرك أنها بخستك. كلنا (سأقول تحوّطًا أغلبنا) كان له أب وهبه الله بسطةً في الجسم والعلم (من موقع الطفولة أتحدث) فكان حامي الحمى الوهّاب العليم الرزّاق القادر على فتح الأبواب المغلقة، وكانت حكاياته ينبوع الحكمة والتسلية أيضًا،…
الشقراء التي عشقها الرجال والملائكة1 أما قبل، سأدرج احترازات صغيرة تفاديًا لهدر وقت القارئ العزيز. لم أكتب مقالًا من سنوات عدة، حتى لأزعم أني نسيت كيف تُكتب المقالات. سيكون مقالًا نوستالجيًا خالصًا أبكي فيه على ما جرى لسينما كانت خفيفة لطيفة مخلصة للمتعة قبل الفن وصارت تطبيعًا لحريات مندلقة، فأعتذر مقدمًا لمن سيبحث فيه عن…
يستهل كونديرا روايته “كائن لا تحتمل خفته” باستعادة لفكرة العود الأبدي لنيتشه. في ختام العمل، يوقعني في حيرة سببها توماس الرجل الذي خلقه – بجملة واحدة مدهشة -محدقا في جدار، متذبذبا بين فكرة إثقال حياته بالحب التزاما بامرأة وحيدة (تيريزا) أو الاستمرار خفيفا يقضي كل ليلة مع امرأة مختلفة؟ الحيرة سببها شكي في قدرة التكرار…
عائدة من لندن، المدينة التي لو كانت كتابا لوجب أن تكون ألف ليلة وليلة، أو كتاب الرمل لبورخيس. لا شيء في المدينة عادي، ولا يتكرر فيها مشهد مرتين. وصلت المدينة أذّكر نفسي بوعد قطعته بكتابة مقال عن القراءة.. وكلما ذكرت الوعد خطرت ببالي أبيات شعر كنت أدرّسها لطالبات الصف الثالث الثانوي في مادة البلاغة…
على أعتاب المتوسطة تجمّعنا، فرحتنا باللون الكحلي سحقتها صدمة أننا كتاكيت المدرسة، كنا الكبيرات في الابتدائية وهوينا، افتقدنا فجأة مديرتنا التي تخاطبنا كما لا تكلم طفلات الثاني والثالث الابتدائي. في المساحة الاسمنتية الصغيرة عند بوابة الخروج البنية قعدنا، نحكي لبعضنا أحداث نهار لا نستوعبه، وأحجام زميلات أقرب لقامات أمهاتنا. زميلة تقلّب الكتب الكثيرة التي سلموها…
السرد قران مقدس وعرى لا انفصام لها بين ذوات السارد الكاتبة والفردية والجمعية في فضاء أوسع من الزمان والمكان وتستوعبه أبجدية من ثمانية وعشرين حرفاً !! إن أبحث فيه سأصل لنتائج مختلفة باختلاف أدواتي كل مرة ، ذلك أن النص السردي صرح ممرد يحسبه الخائض لجة حتى إذا دخله كشف عن ساقي جهل جميل؛ فيرتد…
أحاول غوصاً في الأعماق صوب الكلمة الأولى، المرة الأولى التي أحسست فيها وجعا كالاغتراب ينزعني من الدائرة الأليفة عرفاً، أتلفت فيها فلا أجدني, قلت: من ذا الوجع أتطهر؛ أكتب. هل أحكي عن كم الثمار الفجة التي عرضتها في محيطي ثم بلعتها وحدي؟! هذا لا طائل وراءه.هل يجب أن أسرد لكم ما ظهر في طفولتي ملامح…
ماذا نفعل كمجتمع – ولا نقصد التعميم – بمن يأتي بجديد؟ كيف نتعامل مع من يقول كلاماً جديداً أو يفعل أمراً لم نعتده؟ الملاحظ ميلنا للعزل. والعزل هو سلاح البعض للحفاظ على استقرارنا (وعلى تلك الفقاعة اللزجة التي نسميها خصوصيتنا). كل المجتمعات تقاوم بدرجات مختلفة جديدها في محاولة لصده عن الالتصاق بنسيجها، وفي النهاية قد…
“وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار”. يُعطَى كُلُّ فرد كتابَه بيمينه أو بشماله، ويدخل أهل الجنة جنتهم ويساق أهل النار، لتُوصَد عليهم “نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة” ويتلاومون، ويتبرأ بعضهم من بعض، ويطلب كل فريق زيادة عذاب الآخر. فئة من هؤلاء – رغم حرارة النار- لأن طبعها إعداد القوائم…