“بنت عطشة”
مقتطف من رواية ستصدر قريبا
مقتطف من رواية ستصدر قريبا
الجنون كالموت تذكرة ذهابٍ فقطكل ما يقال عما وراءهما افتراءاتأو تخرصات متبجّحة سأقامر فأقول إننا نصاب بأحدهما الموت أو الجنون)حين نتذكر المستقبلبعد يومٍ أو أقل دورة مياه أرضيتها من الرمل.. رملٌ موزعٌ بغير تسوية.. تنشق الأرض كجرحٍ غائرٍ.. من الشقّ تخرجُ نملة.. نملةٌ كبيرة ببطنٍ مصقولٍ كزجاجة.. تتبعها ثلاث.. أربع.. عشرون.. يدبّ النمل.. يزحفُ…
جربت الشطرنج سنوات ولا زلت لا أفقه أبسط نقلاته. وكيف تفهم ناقة عشواء الخطوات المدروسة؟ قرأت أن اللعبة ولدت في الهند.. ربما لذلك لم يخلقوا فيها ناقة، ومع ذلك ألعب. في كل عقد من عمري أشتري رقعة جديدة، وكل رقعة تشبه عمري ودراهمي: بلاستيكية/ خشبية من خشب رخيص/ زجاجية/ خشب أنفس من الأول/نحاسية. ألواحي– بعيالها…
تنبيه الأحداث المروية هنا متخيلة ولا علاقة لها بالواقع، وأي تشابه بينهما هو محض صدفة حتى الأيام المختلفة تبدأ مسطحة. في الليلة السابقة مسانا الغبار بالخير حتى هجعنا، وحين رفعت جفن الصباح كانت الذرات المسحونة لا تزال تلطم النوافذ بعنف. بقيت على جنبي الأيسر أعيد ترتيب يومي، ثم استدرت للجهة الأخرى لأوقظ جوالي. اشتغل فأمطرتني…
دفتر صغير بحجم الكف، أغوى السيدة نون فاشترته. لاحقا، لامت غفلتها عن تحذيرات توالت بألا تفعل ولم تفطن لها: مع دخولها فوهة المحل المغبشة انخفضت عتبته بشكل مبالغ فيه، فهوت خطوتها لتشعر بصعقة ألم أسفل عمودها الفقري (هذي كانت الأولى)لمست مجسما جبسيا لقط فانكسر ظفرها.شقت نون دربها في غابة الأزياء التنكرية لوجوه شخصيات سينمائية مرعبة،…
لم يكن منصور يحيي الموتى، لكنه كان يخلق الأشياء بكلمة منه. أدرك ذلك صبيّا فتعلم كيف يخزم لسانه. لن يكون أبكما تماما فللغلام حاجاته. ذات صباح شتوي بعد أن ملّ القفز فوق أطناب بيت شعرهم المنفرد قال “كلب” فانهد طفحان من خلف شجيرة عشرق. استلقي الجعري بين يديسيده الجديد جذلا. من يومها غدا رفيق الولد وظله. بعدها بفترة صاحب منصور والده للأفلاج، رأى فتية يسابقون الريح على عجلات والرمل لا…
مع أذان الفجر الأول، صحى عويضة كخرقة رطبة، كل ما يرغب به هو البكاء
الأشقر الذي زاده الله بسطة في الجسم سيكون اسمه ” آي لڤ يو بيبي ” حتى أحدث لك منه خبرا. هو جاري.. سكن الشقة المقابلة، بعدما شدّ منها زوج خفافيش هنود..لعل الشقة أرادت به أن تعوض سكون الأجداث الذي طاولها مع الرزينين/ البائسين.. أو لعلها عقوبة من الله لتذمري الدائم من الغامضين الراحلين.دخل أوين الشقة…
ماتت مزنة، شرقت بحليب رضٓاعة وماتت.. هذا تفصيل ثانوي سيحذف من سيرتها بعد مدة، حتى هي كانت لتغضب لو حدست أنه سيكون الخاتمة، أو ربما كانت لتضحك لو رزقها الله مزاجا أخف. مع جِرمها الضئيل، كفنوا حزنهم المنهوك ودفنوها، طمأنوا بعضهم بأن ما واجهته تطهير، و أن برهم بها منزهٌ عن الشك.. عندما كانت مزنة…
ثلاث ملاحظات سجلتها ذاكرتي تحت صورة الفتى الذي قابلته مرة واحدة في طفولتي: لا يشبه الذئب إطلاقا مع إن اسمه ذياب! يلبس نظارة.. وهذه حكر على طبيب المركز الصحي ببلدتنا. هو أطول من أبيه، وهذا في عُرف الطفولة – أيضا – لا يجوز. لسنوات عديدة، ظللت أستيقظ في أحلامي.. جربتني كافة الانتباهات المنامية بكل طريقة…