تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كِش ملك

كِش ملك

جربت الشطرنج سنوات ولا زلت لا أفقه أبسط نقلاته.

وكيف تفهم ناقة عشواء الخطوات المدروسة؟

قرأت أن اللعبة ولدت في الهند.. ربما لذلك لم يخلقوا فيها ناقة، ومع ذلك ألعب.

في كل عقد من عمري أشتري رقعة جديدة، وكل رقعة تشبه عمري ودراهمي: بلاستيكية/ خشبية من خشب رخيص/ زجاجية/ خشب أنفس من الأول/نحاسية.

ألواحيبعيالهاتختفي دائما: تضيع/ تتهشم/يضمها طفل عابر سرا لصناديق ألعابه.

أحيانا ألعب الشطرنج مع أشباح على جهازي وتغلبني في دقائق. توجعني خسارات اللعب.. تذكرني بهزائم لا يجوز الإفصاح عنها.

أمي تلعب الشطرنج من قبل أن تنجبني: كان يجب أن تكون ككل الأمهات قلعة، اختارت أن تكون الملكة!

قرأت أن مناورة الملكة أقدم المناورات في تاريخ اللعبة!

هي لا تجربها! أنجبت مثل ملكة اللوح عشرة بيادق ورتبتنا أمامها لنحميها وتصنّمت!

إذا كانت اللعبة هندية فحضور الفيل مفهوم.

فيل عائلتي قصة تختلف؛ مع مشاويره المنحرفة على لوح الوجود لا تتبدل.

فيلنا توصينا الملكة دائما أن نحميه.. ألا نذكره بسوء ما دام حيث رصّته. مذ ولدَتْه وحتى اليوم يسكن مددًا لا حصر لطولها ثم يميل بلا إنذار حاصدا ما أمامه، وكل مرة يصرعه بيدق صغير من جنود الأعداء.

أمي الملكة تشبه أخي الفيل، كلاهما هش رابض متأخر الحركة، وكلاهما لا يجب أن نسمحنحن البيادقبموته ما دام فينا عِرق ينبض.

هل أدخل الفُرس الحصان حين جاءتهم اللعبة من الهند؟

أسهل ما حفظت من قوانين اللعبة كيف يتحرك.. يسير راسما حرف L

وقد يذرع هذه الإل من أعلاها أو أسفلها، وله الحق في أن يدير وجهها كيفما شاء!

حصان فارسي لعين ويراوغ بلغة الغرب!

من أنا لأحكم عليه؟! لم أر في حياتي غير حمير في جلود أحصنة يشغّلها عمال طارئون في ساحات الترفيه البائسة؛ حيوانات تدور مثل حمير المنحاة مع قوّادها وتتقاسم الأجر الزهيد معهم.

من أنا؟! أوقفتني أمي الملكة مذ أنجبتني أمام الملك.. اختارت لي بترتيب مولدي أن يحجب ظله الثقيل عني النور. يقف هو بجوارها ليذكرني كلما التفت لهما بإنها أصغر/ أحقر. تاجه لا يزيدها مكانة.. تاجه يفضح رأسها الفارغ.

مع تبرمي منهما فأنا في كل اصطفاف أتحفز.

لماذا يقفان كتفا بكتف ولا يتحدثان مع بعضهما؟ كيف أنجبانا وهما لا يتلامسان؟ لم لا يبادر أحدهما بطمأنتي قبل أي معركة؟

تقول أمي الملكة أننا الفريق الأبيض، أبي الملك يسكت! صمته يعني موافقته.. فلماذايا اللهلم نهاجم الحياة مرة؟

دائما نصطف بانتظار البرابرة السود ليهجموا ثم أتحرك أنا في قلب الرقعة!

ثاني قانون عرفته في لعبتنا أني البيدق الذي يتحرك أولاً، فيما تأمر أمي الملكة إخوتي البيادق إن تحركوا بالتبييت أمام أفيالها وقلاعها وخيولها.

معركة جديدة! سأقفز خطوة أو خطوتين “قدام”

ألا يفترض بمن يقفز أولا أن يموت أولا؟!

ها أنا مثخنة بالهوان من جراح معارك لا أموت فيها ولا أحيا!

ولو حالفني الحظ هذه المرة وانطرحت خارج الرقعة فلن يؤخذ بثأري.

٢٠ أبريل ٢٠٢٤

هل تود معرفة كل جديد ؟
يمكنك معرفة آحدث ما تم نشرة أول بأول , كل ما عليك هوا إضافة بريدك الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *