تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة حقيقية بنسبة 70‎%‎

قصة حقيقية بنسبة 70‎%‎

الأشقر الذي زاده الله بسطة في الجسم سيكون اسمه ” آي لڤ يو بيبي ” حتى أحدث لك منه خبرا.

هو جاري.. سكن الشقة المقابلة، بعدما شدّ منها زوج خفافيش هنود..
لعل الشقة أرادت به أن تعوض سكون الأجداث الذي طاولها مع الرزينين/ البائسين.. أو لعلها عقوبة من الله لتذمري الدائم من الغامضين الراحلين.
دخل أوين الشقة أول مرة برجله الشمال؛ يرفس الباب متأبطا كرتونا كبيرا ويجر حقيبة جلدية مفتوقة الحشا..
بعده بلحظات ارتقت السلم فلبينية ( إن لم أخطئ نسبتها) قد تكون زوجته أو في مقام الزوجة.
أريد ألا أقاوم رغبتي في أن أضيف “صعدت مارلي الدرج متبخترة، تتحدث في هاتفها وبين جملة وأختها تفرقع ضحكة صايعة قليلا” مع أني بصراحة لا أتذكر إن رأيت منها ابتسامة حتى.. في الحقيقة أنا أحتاج هذا الوصف تمهيدا لما يلي.
بعد أسبوع من استقرارهما استغنيت عن المنبه.
يوقظني أوين في تمام السابعة إلا عشر دقائق بخبطتين: الأولى لباب شقته وهو يغادرها، والثانية لباب سيارته البيكب أب الزرقاء الأكبر عمراً منه قبل أن ينطلق لعمله.
حين يعاودني أرقي يتكرم أوين بإضافة خبطة ثالثة؛ يتظاهر أنه نسي شيئا في شقته فيعود لها ثم يخرج فيصفق الباب صفقة ترج سريري.
كم حاولت ألا أتخيل أوين ومارلي في الفراش، لا أقصد الوضعيات.. حاشا لله أن أحدثكم في هذا حتى لو فكرت فيه.
سبب أرقي، وحاجتي الملحة لتصور غرفة نومهما الغزل الليلي الذي حسبته أول مرة عنفا أسريا يجب التبليغ عنه.
بعد أن اعتدته عرفت روتينه: ينطفئ التلفاز، ثم تتناوب ما يشبه هبدات أقدام دب جائع خرج توا من بياته الشتوي، وصيحات صغيرة متفاجئة، ثم السكووون.

لأوين عشرات اللفتات الرومانسية التي لا تتطابق مع وجهه الطفولي، وزلفه المكسيكي الدقيق وقصة شعره العسكرية وعضلاته التي تبدو حين يعود من الجيم مساء كرضيعين مكتنزين متشعقلين بساعديه.. سأكتفي بإيراد لفتة واحدة: تملك مارلي سيارة كورلا فضية مطعوجة مع كل ناحية، لها بدن متآكل صدئ بسبب الشتاءات الطويلة التي تقضيها مغروسة في ثلج إنديانا الكثيف..شروخ زجاج السيارة الأمامي كشبكة عنكبوت ضخمة، ونوافذ السيارة لا تنغلق أبدا.
كلما أيقظني أوين خارجا لعمله حفر بأصابعه اللاحمة قلبا على مقدمة الكورلا أو خط عبارة.
توقيعاته تستغرق ما بين انقطاع الحلم الذي أسبح فيه وإنهاء تفريش أسناني وقد تمتد حتى أبدأ إعداد قهوتي.

هل استبدلت اسمه بـ “آي لڤ يو بيبي” من تلقاء نفسي؟
إطلاقا! هو اختار لقبه؛ ففي نهار مثلّج وبدل أن يفتتح بطرطرة وجغجغة سيارته بدأ بصوته المبحوح يغرد تحت نافذتي: آي لڤ يو بيبي!
بإصبعين وسعت لي فرجة صغيرة للرؤية بين شرائح الستارة المعدنية.
أردت أن ألعن وقفته المسرحية بذراعيه المفتوحين وابتسامته العريضة أو أن أشتم مارلي التي منحته هذه السعادة الطافحة، غير أن غضبي استحال شفقة حين فشلت محاولته الثالثة لتشغيل البيك أب الهرمة.
فكرت جديا بأن أرمي له مفتاح سيارة ابني حتى لا يرجع للبيبي وتلعن جده : كم مرة قلت لك بعها واشتر غيرها؟! أو تبغاها تصف جنب الكورلا اللي صايرة أوتوجراف.
( مارلي تتحدث مع أوين بلهجتي حين تغضب اختصارا لوقت ترجمة الكلمات من الفلبينية للإنجليزية)

٢٩ مارس ٢٠٢١

هل تود معرفة كل جديد ؟
يمكنك معرفة آحدث ما تم نشرة أول بأول , كل ما عليك هوا إضافة بريدك الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *