تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قارئات المرة الواحدة

قارئات المرة الواحدة


منذ النقش الأول كنت أحلم بقراء كثر، اريدهم وأجهل ما اريده منهم:

ما هدفي اشادتهم ولا كان موجعي انتقادهم ان فعلوا,

فقط كنت ابني اصواتهم اصداء تشعرني بوجودي الذي يظل ناقصا دونهم,

وبعد,, منذ النقش الأول اطلقها عالمي الاصفر بينة قد كنت فينا قبل هذا من المرجوين اما في مدرستي المنكفئة على ذاتها فقد اعلنتها صاحباتي لا وقت للقراءة

قلنها ثم طيرن في أفقي أمنية مجاملة ووعدا بأن يفعلن متى سنحت لهن الظروف,, وقد غادرتهن قبل ان يحدث,
الآن وفي ذا العالم المائج – الذي ولجته مؤخرا- بدأت اشتم مع مطلع الاسبوع الفائت رائحة مؤامرة نبيلة تحاك ضدي، أو لي لا فرق ,
اذ كثير من رفيقاتي الجدد اللاتي ما زلت اتهجى اسماءهن ووجوههن تناقلن خبري مبتورا فتوافدن واحدة تلو اخرى مرتديات الملامح ذاتها واللسان عينه، تقترب
احداهن، تتبوأ مقعدا بجواري، ثم تلوك الحوار نفسه: اصحيح انك تكتبين؟ أين؟ وفيم؟ ومتى؟
ثم -وهنا المأزق- كلهن يختمن المشهد المكرور بتأكيد مرعب لي بأنهن سيتلقفن أول بوح قادم ليقرأنه كي يرين ماذا أكتب
وكذا فقد وجدتني امام امنيتي القديمة تتحقق فلا أجد فيها ما يسر, كلها مربكة,
اربكتني الاسبوع المنصرم فأحجمت عن الكتابة وتربكني اليوم فلا ألقى مفرا منها إلا اليها, أكتب لأمسخ مشكلتي حروفا اليفة علّ فزعي يخف
مرعب ان أكون ضيفة شرف في حفل عجيب لا خلاص لي فيه ومنه إلا الخروج باستحسانهن جميعا,
مرعبات -حقا- هؤلاء اللاتي لا أدري ما يرضيهن, هؤلاء اللاتي ما يعرفن من الجريدة إلا قفاها حيث كاريكاتير الخنيفر,
هؤلاء اللاتي ما اعتدن نبش احشاء الجريدة إلا بحثا عن صفحات الرياضة الملونة,
هؤلاء اللاتي – ان صدقن فيما وعدن- ستندس اصابع لهن وأعين في مجاهيل ربعنا المختلف، وسيطالعن جيراني الكبار بوجوههم الرزينة ولغتهم المشفرة حد الرطانة,
هؤلاء اللاتي سيبحثن عني,, بأي وجه أطالعهن؟
هن يردنني جميلة وأود – والله – أن اكون، ثم أجهل تفاصيل ذا المثال الحسن الذي يجب ان أصيره,
اريد ان اعجبهن هؤلاء اللاتي لن يقرأنني إلا مرة واحدة لكن كيف؟!،
ليتهن قلن!،
ليتني سألت!!،
جريدة الجزيرة

أكتوبر ١٩٩٨
هل تود معرفة كل جديد ؟
يمكنك معرفة آحدث ما تم نشرة أول بأول , كل ما عليك هوا إضافة بريدك الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *