يستهل كونديرا روايته “كائن لا تحتمل خفته” باستعادة لفكرة العود الأبدي لنيتشه.
في ختام العمل، يوقعني في حيرة سببها توماس الرجل الذي خلقه – بجملة واحدة مدهشة -محدقا في جدار، متذبذبا بين فكرة إثقال حياته بالحب التزاما بامرأة وحيدة (تيريزا) أو الاستمرار خفيفا يقضي كل ليلة مع امرأة مختلفة؟
الحيرة سببها شكي في قدرة التكرار على تطفيف لحظات في حياتنا وبخسها قيمتها.
فيما يخص أمي ثمة لحظة واحدة ترجح حتى وهي تتكرر أمام عيني ما يزيد عن الثلاثين سنة.
اللحظة التي يكفي أن أتذكرها فتومض في روحي قبسا من لطف: لحظة الروچ.
مع خيوط الفجر الأولى توقظ أمي مطبخها ومرادقنا بأدعيتها ولمساتها، تغسل، تطبخ، تطعمنا، تقسم حبها في وجبات خفيفة تدسها في حقائبنا المدرسية.
تودعنا ثم تغسل مجددا، تكنس، وتطبخ أيضا حتى نعود ظهرا، وبدل أن تمل ثرثراتنا عما حصل وراء أسوار مدارسنا ستحفز الصامت منا.
مع آذان العصر تستيقظ أمي من غفوة قصيرة تمسح بها إرهاق أول النهار. تضع قهوتها على النار، تستحم سريعا، ترتدي ثوبا زاهيا. تتناول أحد عطورها الشرقية التي تمزجها بنفسها، وتمرر مِيله الرهيف على طرف شيلتها مما يلي الصدر، ثم تدسه تحت أذنيها.
أخيرا تقابل مرآتها لتلون شفاهها التي لم تحتج يوما لتلوين.
تمسها بخفة بروچ قانٍ من محمود سعيد.
لسنوات كانت هذه اللحظة توقيع خروجها من شطر دوامها المرهق.
تلقي نظرة أخيرة على نفسها ثم تذهب لتشرب القهوة مع أبي الذي عاد للتو من صلاة العصر..
بعد أن يخرج ستذهب هي لبيت إحدى الصديقات بعد أن تردد تنبيهات لا نحتاجها؛ بعضها سنفعله على أي حال وبعضها سننساه قبل أن تخرج.
“لا تقفلن الباب، خلّصن واجباتكن، أخوكن انتبهن له”
تلك اللحظة لا تزال أهم لحظة أتذكرها لأمي، وبدل أن تفقد معناها بالتكرار تنام كدانة في قاع قلبي.
أمي في أواسط السبعين الآن، ولا زالت اللحظة حاضرة وشاهدة وإن لم تعد قيلولتها غفوة محارب فلم تعد ترعى غير أطيافنا.
يختلف عطر أمي سنة بعد أختها وقد تتغير الحمرة قليلا، لكن التوقيت ثابت وأبتهل لله أن يمده أعواما عديدة.
استعدادا لهذه المقالة، انتهزت كل فرصة لأسأل صديقات عن علاقتهن بأمهاتهن.
ولأنه يصعب جدا اختصار الأم في كلمات، سأتلقى ردة الفعل ذاتها: همممممم ثم إمالة الرأس والغرق في ذكريات تنتقي منها الصديقة ما تحسبه يعكس صورة أدق عن أمها.
محظوظة هي المرأة التي تؤثث ذاكرتها بسير عطرة وحكايات لطيفة.
إحدى الصديقات حين تتذكر طفولتها فالمشهد الوحيد والثقيل سيكون ابتهال أمها تحت مطر غزير بأن يخلصها الله من زوج ظالم. تتذكر أمها تغادر في اليوم التالي وحدها مجبرة على ترك طفلة ترعى أطفالا أصغر.
ذكرى ثقيلة تهوي كل مرة على صوت صاحبتي فيتشظى، ترتعش عضلات وجهها، وقد تبكي.
الأخرى تروي مشهدا كانت ستنجو من ذكراه لولا أنها وقعت قبل سنوات على رسالة من أبيها لوالدتها قبل انفصالهما بأشهر يقرّع الوالد الأم لأنها سافرت لمدينة أخرى تاركة الصغيرة في البيت تحت رحمة أصدقاء تعهدوا بالمرور وإطعامها بين وقت وآخر.
يحكي عن عودته المفاجئة من قاعدته العسكرية ليجد الطفلة تبكي في حفاض متسخ.
تصل الصديقة للحفاض الملتصق بها فيتشنج وجهها وترتعش أصابعها التي بدأت تذبل ويغزوها النمش وكأنها تحاول اليوم نزعه مرة أخرى عن جسدها ولا تستطيع.
عجوز في السادسة والتسعين حين سألتها عن أمها قالت: لم أعرف الكثير عنها، لم تكن أمي تتحدث، كانت تركض بين بيتين ومزرعتين لزوجها ولأهلها لتعتني بالجميع فلم يكن ممكنا حتى سؤالها عن يومها.
ساعتها حمدت الله أن وجدت أمي الوقت لاحقا لتروي لنا صباها . لم يبد مختلفا كثيرا فقد قضته مهرولة في أحياء السليّل بين نخل أبيها وبيت شقيقة زوجها ( حيث تقيم معها مؤقتا حتى تلحق بأبي في الكويت)
تحكي أمي كيف تعد قهوة عمتي فجرا، تحلب بقرتها، تنظف البيت، ثم تركض لبيت أهلها تعد قهوة جدتي وتحلب ناقة جدي وتروي النخل.
بعد ثلاث سنوات من الروح المشطورة بين بيتين في حيين، وبين انتظار الزوج عاد أبي وأخذها.
كانت السالمية سبع سنوات عجاف/ سمان، تعلمت أمي فيها الكثير؛ فمع الخياطة أتقنت التطريز على يد جارة عراقية، ومع الكبسة والقرص عرفت ورق العنب والمحشي من جارة فلسطينية. حضرت حفلات موسيقية حية، شاهدت السينما، ولكنها سجلت عشرات الأشرطة لجدتي تشكو الغربة والوحدة.
لثمان سنوات درست بُنيّات المرحلة الابتدائية، وكل أسبوع وقبل بداية حصة التعبير ترجوني الصغيرات أن يكتبن الرائج المألوف: المدرسة، النظافة، العلم، المسجد.
بديكتاتورية المستبد الأبخص كنت أهش أقلامهن صوب موضوع مختلف كل مرة.
ذات يوم كان علي تلقينهن درسا مع التعبير.
كأنما كن على اتفاق، تصدت لي بعضهن يطلبن التعبير تحت عنوان معتاد فمسست بسبابتي طرف أنفي: “على خشمي”
وكتبت على السبورة بخط كبير: الأم.
في حصص التعبير، كنت أرفض إعطاء الصغيرات أفكارا رئيسة تقودهن جهة ما يجب كتابته، لكني هذه المرة – وبما أنها استثنائية- قررت ذكر ما لا يجب أن يكتبن.
الفرحة التي أشرقت بها وجوههن انمسحت ما إن تبوأت مقعدي وقلت: ليس مقبولا أن تكتب إحداكن أمي حملتني تسعة أشهر، ووضعتني وأرضعتني وربتني.
قبل أن يتجاوزن الصدمة بدأت مفاوضاتهن المتقطعة: فماذا نكتب؟ لم يبق شيء.. عودي لموضوعاتك الغريبة.. سنكتب موضوعا مثل ماذا لو كنت شجرة على مجرى سيل ( كان صعبا إقناعهن بذاك الموضوع قبل أسبوعين)
أصررت، وفتحت كتابا أقرؤه مشيرة لساعتي بأن الوقت يداهمهن.
لو عدت للتعليم اليوم – ربما – ما كنت فعلت ذلك بفتيات العشر والإحدى عشرة سنة.
في حياتنا – بنات وعيال – هناك مرحلة تخرج الأم على مهل من شرنقة كونها أما فقط، ونضطر تحت وطأة وعي جديد أن نرى امرأة لها شخصتها، تعاملها مع الآخرين، أخلاقها.
هذه مرحلة ولادتنا الثانية، والتي ستصبح فيها أمهاتنا مرجعيتنا في المستقبل وسنقرر اعتمادا على صورتها امرأين: الأول هو كيف سنتعامل مع أمهاتنا من اليوم فصاعدا؟ والثاني كيف سنكون أمهات/ آباء لو غدونا محظوظين وحظينا بأطفال؟
هذه المرحلة ستحسم بشكل جزئي هذين السؤالين الكبيرين.
ومع أن ” بالوالدين إحسانا” أمر محسوم في ثقافتنا، ورغم أننا نجلد أنفسنا بإدانات أخلاقية واجتماعية خشية ألا نتقنه، سينشغل كثير منا بأسئلة حول حد الإحسان الكافي، وكيف نحسن في مواقف نظن الأم تسيء فيها لنا أو لسوانا؟
وكون نموذج أمهاتنا بوصلتنا في تعاملنا مع أولادنا لاحقا، ستتأرجح اجتهاداتنا الأمومية بين خطوات أمهاتنا وبين مسارات بعيدة عنها.
وسنتفاجأ مرات حين يخبرنا عيالنا بأننا في ساقة أمهاتنا، نسير فيقع الحافر على الحافر.
التفكير في أمي كامرأة لها رغباتها ومخاوفها (وعيوبها حتى) لم يأتِ كفكرة صادمة ارتطمت بها فجأة، الفكرة تسللت بهدوء كما يغزو ألم المفاصل المصاحب للتقدم في السن امرأة أربعينية، هو إحساس لن أحبه في البداية وسأحتاج لوقت طويل حتى أجد الجرأة للحديث عنه.
لذلك يبدو إجباري الصغيرات على أن يقلن في أمهاتهن غير “حملتني وولدتني وأرضعتني ولا زالت تحملني في قلبها” استعجالا لمرحلة ستأتي بلا شك.
أقول ذلك مع إن إحداهن أدهشتني بأن كتبت بدل الكلمات النمطية قصيدة تحكي تفاصيل حياة أمها.
قبل أيام كنت أتحدث مع صديقة وأقول لها أستطيع أن أروي لك قصة حياتي في أربع نسخ مختلفة، الأولى ستجعلك تضحكين يؤلمك فكك السفلي، في الثانية قد تبكين، الثالثة ستملأ صدرك بإحساس مبهج، أما في الرابعة فـ…
ولن أكذب في أي نسخة..
فلنقل إن هذه إحدى النسخ وسأكتبها بأمانة كعادتي..
كل النساء تلدهن أمهاتهن، وأمي من طين الجنة.
كان الحياء والحس الجمالي مرشديها الأمينين: تخجل أن تُخرجنا للشارع كما يخرج أقراننا، فتقضي الصباحات ترتب هيئاتنا بعد النوم، تبتكر تسريحات شعرنا، تناوب بينها يوما بعد يوم.
تنافس نفسها في موديلات ثيابنا التي تفصلها.
ترى تكرار وجباتنا عيبا لا يليق بها، حتى فطورنا لم تكن لتسامح نفسها لو تكرر يومين متاليين، ولا إيدام الغداء.
تخجل من أن تعد كيكة البرتقال التي اشتهرت بها في حارتنا فلا تتذوقها جاراتها.
تخجل – وهي ذات الدخل القليل المتقطع – أن يأتي العيد وسواعد بناتها عارية من ذهب جديد.
قبل عيد الفطر تحديدا تأخذنا لصائغ الذهب الوحيد، يفصم ذهبنا القديم، يسعّره، تضيف ما ادخرته من نقود فإن لم يكفِ مدته بأحد خواتمها أو أساورها متممة بنقصها فرحتنا.
أتذكر كيف تزخرف مخداتنا ومناديلنا المدرسية بتطريز وردات صغيرة ملونة.
المتكرر الوحيد مع أمي كانت قصة فريدة ترويها متى تحلّقنا حولها وألححنا، قصة عشق عفيف بين مي الجميلة وحبيبها الذي لم نعرف اسمه وقتها، وحين كان العاشق يرتحل من مرابع قبيلة لرسوم أخرى بحثا عن محبوبته، وتنهي أمي القصة ببيتي شعر يتبادلها العاشقان تتعهد فيها مي بقبلة. لن تسمح أمي بأن نتطفل على قُبلة العاشقين المحرومين، خجلا من أن تخدش براءة طفولتنا.
أمس عدت أبحث عن مي وعاشقها فوجدت تطابقا بينها وبين حكاية نجدية مشهورة لبشر وحبيبته وزوجته السابقة حُسن التي فرّقت أمه بينهما.
ولا أعرف إن كانت أمي تعرف القصة كاملة واستحت أن تجرح اطمئنانا بالاطلاع على جانب القصة المؤذي ( مع أنه قد يتطابق مع حدث في حياتها هي فتتنفس عبر ما ترويه) أم أنها كانت أمينة في نقلها لما تعرفه؟ أم أنها مخلصة للنهايات السعيدة؟
يجب أن أسألها.
في الوطن العربي المرأة المبدعة هلع أمها وعذابها، تتمرد الابنة على النواميس وتقتحم عالما لم يصمم لها، وهو جرم لم تترب الأم على الدفاع عن مقترفه.
ابنتها الكاتبة ستخل بواجباتها الاجتماعية لا محالة وسيئدها الرجال بلا شك، وخشية ذلك ستحاول هي عسفها قبل أن يفعلوا.
أتذكر هذه اللحظات مع أمي، اللحظات التي ينتقدها المحيطون لأن ابنتها تكتب، فتعود بعجزها وخجلها لتحاول صرفي عن الكتابة.
قبل أيام قرأت هذه القصيدة وتذكرت شعور الغُربة عن لمسة أمي ودعواتها.
“جاء الضيوف
وطرق المطر زجاج النوافذ
كي ترتفع قامات حبات الأرز
وتلتاع مشاعر سمكة بلا بحر
فوق أزاهير السجاد
نفض الرجال
مظلات المصطلحات السياسية
المستلة من الصحف
والنساء امتدحن فوائد تناول الخبز
والجبنة والخضراوات
لتجنب قدوم الزوجة الثانية
حتى وإن تجاهلن اختباء حوادث أخرى
وراء أقنعة السياسة العمياء
ومؤامرة شجرة البرتقال
التي لم تثمر هذا العام
لكن ما مصير الصلوات السبع
للجدة في سماء متجمدة؟
وإلى أن يجتمع الضيوف حول المائدة
يكون عصير الرمان قد فقد مذاقه
كان مطرب الأغنيات الجميلة
محاصراً داخل روحه
حينما تذكرتُ رسالة حب
تساقطت من شجرة الكاكي على الشمس
ما زال الضيوف جالسين
يحتسون الشاي
دون أن ينتبهوا للصيف
منتشراً على مشدّ صدري”*
شاعرة شابة تعرف تماما الدور المرسوم لها وترفضه، فتبهت مثل عصير رمان منسي أو أغنيات يقمعها مشدّ.
تخشى أمي لساني؛ أن تنشر النساء نمائم صغيرة، أن يعرف الرجال أن لي صوتًا ورغبات، واعتراضات شاسعة على كل ما يجري.
تخشى أن يصيبني وحم الكتابة فأنشغل عن الطبخ والغسيل وإعداد كيكة البرتقال أو الكبسة.
أذكر كم صرخت – أول الكتابة – في وجه هذه المخاوف وكم صفقت باب حجرتي حتى لا تتسرب لأوراقي.
خشيت أمي أن تفتتني الكتابة فحاولت أن تختم فمي عند تغريداته الأولى، وأكملت دربي موشومة بانكسار من طردت من جنة رضاها.
ورغم أن سلوك الحماية الأمومي المجحف هذا يكاد يتلاشى اليوم إلا أنه يظل يلوح مرات كباقي الوشم في ظاهر اليد.
لحظة أخرى مع أمي ترجح كما يشاء لها كونديرا/نيتشه، حين يغدو فخذها وسادة رأسي العكر دون كلمة.
قالت لي مرة ورأسي في حجرها: أتدرين لمَ أسميتك أمل متجاوزة اسم جدتيك؟ أنجبتك وبقيت يومين أحرس أنفاسك وكلي أمل ألا تموتي.
كانت أمي قد فقدت مولودين قبلي: ولدا وبنت.. تحملهما تعبا وتضعهما ألما ثم يموتان لحظة قطع الحبل السري أو قبله.
كنت أملها، وصرت أول سلسلة صغار أحبتهم
لماذا أتذكر لحظة الروج تحديدا؟
في جزء من قصيدة للشاعرة آنا سوير تتحدث لمولودتها فتقول:
“أقول: أنتِ لن تهزميني
لن أكون بيضةً لتشرخيها
في هرولتكِ نحو العالم.
جسر مشاة تعبرينه
في الطريق إلى حياتِك
أنا سأدافع عن نفسي”
كان يمكن أن تهزم الأمومة أمي، كان يمكن أن تلتهم روحَها الأدوارُ الاجتماعية العديدة والتي كانت بارعة فيها.
اللحظة الخالدة في ذاكرتي عن أمي هي اللحظة التي لا تنهزم فيها للأمومة فتنسى نفسها: تضع الروج سواء كان أبي حاضرا أو مسافرا، وتحافظ على جدول زيارات صديقاتها مهما كان لدينا من مهام مدرسية نريد أن تساعدنا فيها، وبعد أن تعود ستطوي عباءة تضمخت بحكايا النساء وضحكاتهن ( ستروي لنا أو لأبي نتفا منها) وستسألنا قبل أن تعلّق العباءة: هل وجد بشار أمه؟ هل انتصر فارس الفتى الشجاع في جولته هذه؟ هل عادت هايدي لجدها وبيتر؟
فإن لم يكن في جدولها زيارة تربعت خلفنا أمام التلفاز.
أمي المرأة التي تغدو طفلة عند مسلسل كرتوني، والصبية الشقية يشتعل جسدها طربا إن مسّتها سامرية، أمي الخجولة الجميلة استخلصت في الزحام لروحها مساحة تخصها وحدها.
ذات يوم كتبت: لو كنت أميمة الخميس وسألني الله عن بري بأمي لقدمت ببن يدي “البحريات”
ليس سهلا أن نلد أمهاتنا على الورق، لكننا نفعل حتى دون أن نعي، وهنا حاولت أن أكتب شطرًا من سارة/أمي.
* مقالة كتبتها ونشرتها الشاعرة الدكتورة فززية أبو خالد في كتاب ” سيرة الأمهات” من منشورات المركز الثقافي للكتاب 2020
* سنيوريتا بالأسبانية سيدة أو آنسة واخترت العنوان لأن أمي أجمل سنيوريتا رأيتها.. وتخليدا لماركة أحمر شفاه كانت تستخدمه في طفولتي اسمها ” سنيوريتا “