تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ماسنجر

ماسنجر

” تم تسجيل دخول نور الشمس الآن “
من زاوية الشاشة نبتت العبارة أمام عينيه ، فأغلق الموقع الذي كان يتصفحه وتوجه إليها.
أبوللو : ” هلا نور ..كيفك ؟ “
نور الشمس : الحمد لله يا سعود أنا بخير .
أبوللو : تأخرتِ علي .
نور الشمس: أعتذر ،فقد كان لدي ضيوف وللتو خرجوا ..
فكر ” لو أنها تريحنا من اللغة العربية كان أحسن ” ثم فكر أنه أيضاً حمار حين اختار هذا الاسم (أبوللو ) فأوحى لها بأنه مثقف مثلها .
أبوللو : ما أخبار نفسيتك الآن ؟
نور الشمس: أفضل ..بالمناسبة شكراً على البطاقات الحلوة .
نور الشمس: أتدري فكرت بكلامك عن بدر ، ربما معك حق ، قد يكون من متصيدي البنات على النت ، ولما لم يجد بغيته عندي انصرف ..
أبوللو: حسناً أنك اقتنعتِ ، والمهم الآن أن تنسيه تماماً .
أبوللو: بعض ” الشباب ” لا هم لهم إلا التلاعب ببنات خلق الله .
نور الشمس: ولكنك مختلف يا سعود ..
فكر في رد مناسب فلم يجد سوى أن يرسل لها وجها خجولاً .
نور الشمس: أنت خلوق ، ومثقف ، وطيب ، ورومانسي .
فيما كان يبتهج بكلمة رومانسي ويراها مؤشراً طيباً ، بادرته : آه تذكرت ..أقرأت قصيدة درويش التي بعثتها لك؟
كانت تلك ضربة مؤلمة رغم أنها متوقعة ، قرأ القصيدة اللعينة أكثر من مرة لأنه يعرف أنها ستسأله عنها ، لكنها حساسيته من الشعر الفصيح من أيام الثانوية ، ثم هذا الدرويش الذي يصفصف الكلام بطريقة عجيبة جعلاه لا يخرج منها إلا بصداع .
أبوللو: قرأتها ، جميلة جداً ، وهي ..
هنا سجَّل ” خروج ” ثم تنفس عميقاً ، حالفاً ألا يستمر مع أي مثقفة إن فشل مع هذه .
عاد لتصفح موقع أغاني خالد عبدالرحمن ،وفيما هو يستمع لآخرها دخل غرفة الشات المعتادة فوجد صاحبه ” حميِّد ” يردد لازمته الغبية ” مطلوب مغربية على الخاصة “
فكر ” لو عندي وقت لدخلت بـ” جميلة بن سعيد ” لأرى هل تحسنت مهارات العربجي أم لا .
بعد دقيقة سجل الدخول مرة أخرى .
أبوللو : عذراً يا نور فقد انقطع الخط .
نور الشمس : لا بأس
أبوللو : عزيزتي ، أنا مضطر الآن للمغادرة ، فعندي اجتماع مهم في الشركة صباحاً ، لذا يجب أن أنام ، وسنلتقي غداً .
فيما كانت تكتب له ” الله معك ” كان يؤشر على اسمها ” حظر “
كانت ” سندريلا ” قد دخلت منذ دقائق ، فلبس اسمه الثاني ورفع الحظر عنها، لاحظ أنها تسمي نفسها اليوم مقرودة ، فكر أن الثور ( أخوها ) ربما ضايقها ..
وخِّر شوي : سلخير يا بت يا نبوية .
مقرودة : يخيبك راجل ، سهران لحد دلوقتِ ليه ؟! هوأنت عندك مزاكرة ؟!
كتب : مزاكرة إيه ؟
ثم عاد ليمسحها حين فكر أنه قد ربما قال لها أنه طالب .
وخَّر شوي : آه ، بس بكرة ما عنديش محاضرات ، إلا أنتِ كتِّ فين ؟
آني م الصبح مستنيكي ، ما جيتيش ليه ؟
كتبها وفتح مفكرته ، تحت اسم سنديلا كان قد دوَّن بياناته : عبادي ..طالب جامعي ، قسم إعلام ( إيحاء بأني مملوح وصوتي يجنن ) غير مرتبط .
مقرودة : واد يا برعي ، ما تسوأش العوج معاي ، أنا أروح وقت ما أنا عايزه ، وأرجع وقت ما أحب ..
أرسل لها وجهاً باكياً ، فيما كان يود لو يصفعها .
مقرودة : عبادي ، أنأ أبي أتكلم معك في موضوع وأبيك تسمعني زين ..علاقتنا مع بعض عمرها أربعة أشهر حتى الآن ، وأنا عرفتك زين ، وأثق فيك .
تساءل : هل ستطلب يده ؟! وفيما هو يرتب لسانه ليوحي لها قبل أن تكمل بأنه متزوج وعنده أربعة أولاد كتبت هي : فيه واحد متقدم لي من قرايبنا وهو إنسان طيب ، ودخله المادي جيد ، لكني خائفة من التجربة ما رأيك ؟
في هذه اللحظة وصلته رسالة من ” رومانسية ” فكتب لسندريلا بسرعة : لا تتردي ، لو كنت مكانك تزوجته..هههههه .
فتح رسالة الأخرى وقرأ فيها :
” شاعر الألم
صباح الخير
فقط أحببت أن أطمئن عليك ..
منذ البارحة وأنا مشغولة بحكايتك مع زوجة أخيك المتوفي ، كان الله في عونك ، الواجب أحياناً صعب ، لكن من يدري قد تحبها بعد الزواج ، الله سبحانه لن يتخلى عنك لأنك لم تتخل عن أولاد أخيك ، وسيجزيك أحسن الجزاء ..
أما عني فأعتقد أنه صار يجب أن أنسحب من حياتك ، لأن علاقتنا قد تزيد الفجوة بينكما ..
دعواتي بالتوفيق “
( ملحوظة : لا تحاول مراسلتي فقد عملت ” بلوك ” لاسمك لأقطع الطريق علينا معاً )
دمدم وهو يتناول جواله ، أرسل لوليد قائلاً : الله ياخذك ! البنت بعد أن اشتغلت عليها شهرين طارت ، والفضل لنصيحتك المسكتة .
كانت عقارب الساعة تشير للرابعة تماماً ، ومربع الحوار مع سندريلا يزعجه بتنبيهاته كلما وضعت إضافة جديدة .
عاد لها ليجد وجهاً غاضباً قبله علامات استفهام ، وبينهما علامات تعجب كثيرة..
وخِّر شوي : آسف حبيبتي على التأخير ، كان معي اتصال مهم ..
مقرودة : واحدة من حبيباتك ؟
وخِّر شوي : ما لي إلا حبيبة واحدة .
أرسلت مقرودة وجهاً غاضباً مرة أخرى ، وقرر أن لا فائدة من هذه البنت فكل أنواع الغزل تلميحاً وتصريحاً ما تؤثر فيها ، ورغم ذلك لا تقاطعني ..
وخِّر شوي : ودخلك من شو خايفي إنتي ؟
مقرودة : خايفه يكون من النوع اللي ما يحترم المرأة ، ولازم أتأكد من ها الشي قبل أتورط .
وخِّر شوي : أفكر لك في طريقة نعرفه بها ، وأرد عليك غداً ، لأني الآن يجب أن أنام .
مقرودة : طيب ، فُتَّك بعافيه .
رسم قبلة ثم تراجع وأرسل لها وردة ، وخرج من النت .
في الصباح لم يستيقظ إلا بعد أن نام منبهه وبُحَّ صوت أمه ، كان أوضح ما سمعه منها : كله من ذا الماخوذ ، تقابله طول الليل ، وتوجع قلبي في الصبح .
ـ كنت أدور عن وظيفة أحسن يا يمه .
دعواتها لا تزال تصله وهو يتهندم ، بعدها تأبط حاسوبه وخرج للعمل .
مع كأس الشاي الثاني كان يقرأ رسالة من دلال ..
دلال المشاكسة التي لم يفهمها ، تأتي ساعات بكل جنونها ومرحها ، ومرات تكون عاقلة جداً ، أحياناً دمها ثقيل ، لكنها ذكية دائماً ، والشغل معها صعب ، كلما ناورها عرَّته أمام نفسه ، وعادت تجرجر لسانه لـ ” يبربر ” أكثر..
” ماجد
صباحك طاهر
لا أدري لم أكتب لك ، مع أني حظرتك على الماسنجر وعلى البريد ، ربما لأمارس لعبتي الأثيرة التي أسميتها أنت الصراحة الجارحة ..
فقط أردت أن أعتذر منك لأني ” استخدمتك ” في الفترة السابقة ؛ كنت أريد التغلغل في عالم الذكورة السعودي ، ورمتك الأقدار الانترنتية أمامي ..
بالمناسة سأفضحك لآخر مرة ، ولكن ليس أمامك وحدك ، في الأيام القادمة تابع المنتدى الأدبي الذي أنا مشتركة به وستفهم قصدي ..
دلال “
مع كأس الشاي الرابع كان بهدوء يتتبع رسالته الملغومة المغادرة من بريده الآخر صوبها ، ويردد لنفسه ، سأتابع منتداكِ بالتأكيد ، لكنك ( على الأقل بحاسبوك الحالي ) لن تستطيعي متابعته .
جريدة الجزيرة
٢٧-١٢-٢٠٠٤م
هل تود معرفة كل جديد ؟
يمكنك معرفة آحدث ما تم نشرة أول بأول , كل ما عليك هوا إضافة بريدك الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *